هذه قصيدة كنت نظمتها لما رزقني الله ابنتي وكنت أقول فيها "بُنيةُ". ثم إني غيرت المخاطب فيه كما ترى، وقد أضفت إليها بعض الأبيات لما كان من أمر الناس اليوم ما شاع من الهجوم عن النقاب خاصة وعن الحجاب عموما.
فإن وجدت بعض ما يسوء في هاته السطور، فاغتفره فإنما هي نفثة مصدور، ونفحة موتورٍ، ولفحة تَنُّورٍ تتقد في صدري، ولعل في هذا ما يذهب بعض الغيظ. والله المسؤول أن يغفر لي.
أُخَيَّةُ، لا يَغُرَّنْك الخداعُ
ولا ما يَدَّعي قومٌ رِعاعُ
حِجابُ المُسْلِماتِ لَهُنَّ حِصنٌ
وحِشْمَتُهُنَّ نفعٌ وانتفاعُ
ودَأْبُ الطّاهِراتِ هُدًى وسترٌ
وعُقْبى العاهراتِ رَدًى وَ قَاعُ
أُخَيَّةُ لا تطيعي كلَّ صوتٍ
دعا لِلأمرِ تَأْنَفُهُ الطِّباعُ
أُخَيَّةُ إنَّ أهلَ الشرِّ باتوا
يُعِدُّون المنابرَكي يطاعوا
إذا سُمِعوا أضلُّوا سامِعيهم
بِغَيِّهِمُ أَوِ اتُّبِعوا أضاعوا
وإنَّا إنْ أَجَبْنَاهُمْ هَلَكْنا
فَلَيْسَ لِمَنْ يُجيبُهُمُ ارْتِفاعُ
وإنّا قد عَهِدْناهُمْ لِئاماً
ولؤمُهُمُ يُغَطِّيهِ القِناعُ
إذا مُنِعوا فُجُورَهُمُ تَشَكَّوْا
وإن يُدْعوا إليه فَهُم سِراعُ
حياتُهُمُ مُجُونٌ في مُجُونٍ
ومُنْتَدَيَاتُهُمْ عُريٌ مُشاعُ
وطَوْراً في الفَوَاحِشِ مُبْتَغاهُمْ
وطَوْراَ لِلرَّذائِلِ قد أذاعُوا
أَحاطوا بالعفافِ لِيَذْبَحُوهُ
كما احْتَوَشَتْ فريسَتَها الضِّبَاعُ
وقد زَعَمُوا يريدون ارتقاءً
وكيف يكونُ بِالعُرْيِ ارتفاعُ
وقد عَرَفَوا الهُدى مَحْضَا وَلكِنْ
أضاعوهُ، وأيَّ هُدًى أضاعوا !!!
*****************
إليكِ قصيدَتي فَلْتَفْهَمِيها
وَهَا نُصْحِي فهل يُرْجَى سماعُ
ولَوْلَا غَيْرَةٌ للدِّينِ تَأْبى
قَبولَ الذُّلِّ لم يُحْمَلْ يَرَاعُ
-----------
شعر أبي الوليد بن عبد الرحمن
غفر الله له.